حلم

الجو هادئ للغاية .. وكأن المكان مهجور بلا حركة .. الشمس تصعد من خلف تلك الورود اليافعة التى تتحدى الجمال تحديا جادا ... وكأن الشمس بهدوء صعودها لا تريد اخبار احدا بذلك اليوم الجديد .. المسافة الشاسعة الواسعة تلك التى يغلب عليها اللون الاخضر كان هو هناك

يقـــــــــــــــــــــف

وكانت الدموع تملئ تلك العين التى سكانها الحزن ... ورفض تركها .. بكل الانكسار ويقف ينظر امامه .. وفجاة

وجدها ...؟ لم يصدق نفسه انها هى ...؟؟ تمدد يداه الى عينيه وتاخذ فى الحركة يمينا ويسارا لافاقة جفنيه لعله حلم او خيال .. وكل مرة تزداد صورتها وضوحا وتالقا نعم انها هى ؟...

لما يمتلك نفسه .. وظلت عينيه على وجها الهادئ البرئ .. يدقق النظر ويلمح عينيها المبتسمتين دائما بالامل والحب .. ويلمح تلك الضحكة الهادئة التى ما كانت تنطلق حتى تجعل الكون كله يبتسم معها .. وما هى اللى لحظات حتى حركت يداها على خصلات شعرها الناعم التى كانت دائما ما تحاول اخفاء عينيها الجميلتين .... بفعل نسمات الهواء الرقيق .... وكان فى كل حركة لها يتحرك قلبه معها .. وعينيه الثابتتين لا يبرحان مكانهما من على وجهها البرئ...

وتمر لحظات كالساعات .. وفجاة تنظر اليه .. وهو ثابت بلا حركة لا يصدق انها تنظر اليه ... واذا بها تزداد تبسم فى وجهه .. وهنا لا يعرف لماذا تحرك بخطوة لا تكاد تتحرك فيها قدماه وكأنه ثابت بلا حراك .. ويلحظ هو انها تنتبه اليه ..بل تتحرك نحوه فى رقة الياسمين وتتقدم نحوه .. فيخفق قلبه .. وتتسارع الضربات فى سباق من اجل ان تسبق كل دقة الاخرى .. وهى تتقدم .. فتاخذه قدماه اليها .. وتتحرك فى تحدى لضربات قلبه .. ويتحرك .. ويتحرك .. ويتقدم .. ثم يجرررى مسرعا .. وهى تقترب اكثر واكثر .. وهو يسرع ويسرع .. وكأن المسافة بلاد وليست امتار .. انه يقترب منها .. نعم ... انها الحلم الرائع .... يقترب ... وينظر اليها ... وهى تسرع ايضا بكل براءة

البقاء لله يا استاذ ... ان لله وان اليه راجعون ... دا قدر ربنا

وعلى هذا الصوت افاق فادرك انه مازال واقفا ثابتا امام قبر ابنته الصغيرة التى تصور انها تجرى نحوه منذ لحظات